استخدام الهندسة الوراثية لخفض هدر الطعام بإنتاج موز ومحاصيل مقاومة للتلفموز - الصورة من ياهو

غذاء ومناخ

طورت شركة بريطانية نوع من الموز دائم الاصفرار، لا يتحول إلى اللون البني عند النضج الشديد، وهو الأحدث في سلسلة من الفواكه والخضراوات المعدلة وراثيًا، والمصممة لإطالة مدة صلاحيتها. يقول العلماء إن هذه التقنية تبرز كسلاح جديد وفعال لمكافحة هدر الطعام، والذي ينتشر عالميًا على نطاق واسع.

والموز دائم الاصفرار، الذي طورته تروبيك، وهي شركة تكنولوجيا حيوية مقرها نورويتش، يظل طازجًا وأصفر اللون لمدة 12 ساعة بعد تقشيره، وهو أقل عرضة للتحول إلى اللون البني عند ارتطامه أثناء الحصاد والنقل، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة “غذاء ومناخ“.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تروبيك، جلعاد غيرشون: “يُسهم هدر الطعام بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. إنه أمر سيء للغاية، بلا شك”. وأضاف: “يُعد الموز رابع أكبر محصول عالميًا، ولكنه أيضًا من المحاصيل التي تتميز بقابلية عالية للتلف. تشير بعض التقديرات إلى أن 50% من الموز المزروع لا يُؤكل أبدًا”.

الموز دائم الاصفرار وبطيء النضج

طوّرت تروبيك، وهي الشركة التي طورت الموز دائم الاصفرار، أيضًا موزًا بطيء النضج مُعتمدًا في العديد من الدول، وتخطط لإطلاقه لاحقًا هذا العام. وتعمل فرق بحثية أخرى على الخس الذي يذبل ببطء، والتفاح والبطاطس المقاومة للتلف، وتحديد الجينات التي تُحدد سرعة ذبول العنب والتوت الأزرق.

وتُشير التقديرات إلى أن 33% من المنتجات التي تُحصد عالميًا لا تُستهلك أبدًا بسبب قصر مدة صلاحية العديد من منتجات الفاكهة والخضراوات. يُعد الموز من أكثر الأطعمة التي تُلقى في مكبات النفايات.

شجرة موز – الصورة من إيبك غارديننغ

وتشير دراسة حكومية إلى أن البريطانيين يتخلصون بشكل روتيني من 1.4 مليون موزة صالحة للأكل يوميًا. ولأن الموز المزروع تجاريًا يفتقر إلى البذور، فلا يُمكن تهجينه بالطريقة المُتاحة لمعظم الفواكه.

وقال غيرشون: “الموز لا جنسي. لا تكاثر حقيقي فيه. نأكل اليوم الموز نفسه الذي كان أجدادنا يأكلونه في خمسينيات القرن الماضي. الفرصة الحقيقية الوحيدة المتاحة لنا لتعديل الموز لمواجهة التحديات التي تواجهها الصناعة هي من خلال تعديل الجينات”.

وتوصلت الشركة إلى كيفية تعطيل جين مسؤول عن إنتاج إنزيم يُسمى بوليفينول أوكسيديز، والذي يُسبب الاسمرار. يُثبّط هذا الجين نفسه في تفاح القطب الشمالي، وهو صنف مُعدّل وراثيًا، يُباع في الولايات المتحدة منذ عام 2017، وقد ثبتت فعالية منع إنتاج بوليفينول أوكسيديز في الطماطم والبطيخ والكيوي والفطر. في الموز، أجرت شركة تروبيك تعديلات دقيقة على الجينات الموجودة دون إدخال مواد وراثية غريبة.

الضوء الأخضر

حصلت الشركة على الضوء الأخضر لبيع الموز دائم الاصفرار، والذي لم يُسمّ بعد، في الفلبين وكولومبيا وهندوراس والولايات المتحدة وكندا.

وقال رئيس الشركة المطورة لصنف الموز دائم الاصفرار، إنه من المتوقع أن يتوافق المنتج مع متطلبات قانون التكنولوجيا الوراثية (التربية الدقيقة) في المملكة المتحدة، بمجرد إقرار التشريع الثانوي في وقت لاحق من هذا العام، مما قد يُمهد الطريق لبيع هذه الفاكهة في إنجلترا.

وقال المسؤول في مركز خليفة للهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في أبوظبي، الدكتور مارتن كوتاكال، قائلًا إن تعديل الجينات يمكن استخدامه لاستهداف جوانب متعددة من عملية النضج. ويدرس فريقه الجينات غير المسببة للتسمير وجينات “الحفاظ على اللون الأخضر”، إضافة إلى مسار آخر مرتبط بإنتاج الإيثيلين، وهو غاز تطلقه الفاكهة ويحفز عملية النضج. وأضاف: “نعمل على الطماطم والخس والباذنجان، وجميعها قيد التطوير”.

وتدرس فرق أخرى الجينات التي تؤثر على الطبقة الشمعية الواقية، المعروفة باسم البشرة، والتي تغطي سطح الفاكهة. يمكن للبشرة السميكة أن تحمي من الالتهابات الفطرية في التفاح، ومن الشقوق الصغيرة في الفاكهة الطرية، مثل العنب والتوت الأزرق، التي تسبب ذبولها.

وصرحت المسؤولة في مركز جون إينيس في نورويتش، البروفيسورة كاثي مارتن، بوجود اهتمام متزايد بتطوير منتجات ذات مدة صلاحية أطول.

وأضافت: “السبب وراء كون بطاطس “روست” المفضلة لدى ماكدونالدز هو أنها لا تتحول إلى اللون البني..عدم التحول إلى اللون البني سمة مرغوبة بالتأكيد”.

موز ناضج يتحول إلى اللون البني – الصورة من هيلث لاين

وطور فريق مارتن طماطم أرجوانية معدلة وراثيًا غنية بمضادات الأكسدة بشكل غير عادي، ويجري تسويقها في أميركا بناءً على فوائدها الصحية. كما أن محتواها من مضادات الأكسدة يعني أنها تلين بسرعة أقل بعد النضج. وقالت: “تتمتع الطماطم الأرجوانية بمدة صلاحية مذهلة، تصل إلى ضعف المدة على الأقل، وأحيانًا إلى 4 أضعافها”. “لم نروج لها كثيرًا، لكنني أعتقد أنها ميزة تسويقية مهمة”، وفق تقرير صحيفة “الغارديان“.