غذاء ومناخ
عانت هولندا، خلال السنوات الأخيرة، من ظروف جوية قاسية متعلقة بتغير المناخ، أدت إلى انخفاض إنتاج بذور البطاطس، “وهذا دفع إلى خفض صادراتنا، كما أثر على الصناعة بأكملها”، وفقًا لمسؤول هولندي.
وقال المستشار الزراعي لمصر والأردن، تيخو فيرمولين، في لقاء مع منصة “غذاء ومناخ”: “اعتادت هولندا على استيراد وتصدير البطاطس طوال الوقت، فالدولة تتحرك في هذا النشاط بشكل تبادلي مع الخارج، لكن بسبب تأثير ظروف الطقس الصعبة في السنوات الأخيرة، تراجعت صادرات بذور البطاطس والبطاطس نفسها”.
وأضاف: “الآن في هولندا نواجه مشكلة . لدينا عدد أقل من بذور البطاطس، وهذا أمر متطرف للغاية، ولكن تغير المناخ هو من يجلب هذه الظروف المتطرفة”.
وأضاف فيرمولين، على هامش معرض “صحارى الدولي للزراعة” الذي أُقيم في القاهرة الأسبوع الماضي، “لذلك، نعمل على التكامل مع أسواق أخرى مثل جمهورية مصر العربية، التي نستورد منها البطاطس، وفي الوقت نفسه نساعد مصر على تطوير جميع بذور البطاطس”.
وتابع حديثه لـ “غذاء ومناخ” قائلًا: “بلدنا رائد في الزراعة، وهو أكبر مركز زراعي في العالم. نحن ندعم مصر ونصدر إليها الكثير ونستورد الكثير من مصر، وخاصة الخضروات مثل الفاصوليا والبروكلي والبطاطس”.
بذور البطاطس
قال المستشار الزراعي الهولندي لمصر والأردن، تيخو فيرمولين: “نحن ننتج الكثير من بذورالبطاطس، وتقوم مصر بزراعة البطاطس باستخدام هذه البذور، ثم تعود إلى هولندا. و”هذا تفاعل كبير بين البلدين”، وفق قوله.
وشرح فيرمولين بعض ظواهر تغير المناخ التي أثرت على بذورالبطاطس والزراعة بشكل عام في هولندا.
وقال: لدينا مشكلة تشبه تلك الموجودة في منطقة الدلتا في مصر، وهي الملوحة الزائدة.
وأوضح أن مصر تعاني من ملوحة أكثر تطرفًا في بعض المناطق مثل الإسكندرية وكفر الشيخ، لذلك، فهي مهتمة بالعمل معًا، رغم أن مصر تواجه الجفاف وهولندا تعاني من ارتفاع الرطوبة، إلا أن مشكلة الملوحة مشتركة.
وقال المستشار الزراعي الهولندي في مصر والأردن، تيخو فيرمولين، إن تغير المناخ قضية عالمية، وليست مقتصرة على مصر أو هولندا.
وعلى سبيل المثال، تجد بعض دول العالم تواجه مشكلة في شح المياه، في حين تكون المياه الزائدة والتي تسبب قيضانات أزمة في مناطق أخرى.
وقال المستشار الزراعي لمصر والأردن: “في الواقع، هولندا بأكملها عبارة عن دلتا وشمال البلاد يعاني من الملوحة الزائدة، كما لُوحظ مؤخرًا تصاعد مستوى الملوحة في مقاطعتين بجنوب البلاد”.
وأضاف فيرمولين: “نحن نتعامل مع هذه القضية، ونعمل على نطاق واسع ونستثمر بكثافة في قطاع الزراعة وحماية الأمن الغذائي، وشركاتنا أكثر فعالية في المرونة، وأكثر تنوعًا.”
وضرب مثال بشركة “سالت دوكتورز“، حيث أنه لديها استراتيجية وتتعامل مع الملوحة.
ووفق الموقع الإلكتروني للشركة فهي تصف نفسها كالتالي: “تتخصص سالت دوكتورز في إنشاء وتنفيذ أنظمة زراعية مرنة للمناطق المتضررة من الملوحة”.
وأشار المسؤول الهولندي إلى أن الملوحة ليست مشكلة تغير المناخ الوحيدة التي تواجهها بلاده وتؤثر على الزراعة، فهناك تحد آخر وهو تغير درجات الحرارة.
و”على الرغم من أن لدينا الكثير من المياه، إلا أنها ليست كافية”.
وقال إننا نرى تأثير ارتفاع درجات الحرارة على خيارات المحاصيل والملوحة تؤثر -أيضًا- على خيارات المحاصيل.
وأوضح: “لقد قمنا بزيادة استثماراتنا كثيرًا لمواجهة آثار تغير المناخ على إنتاج الأغذية في السنوات الأخيرة.”
المعرفة والابتكار
قال المستشار الزراعي الهولندي لمصر والأردن، تايكو فيرمولين: “نحن كدولة نركز على المعرفة ونستثمر في هذا من خلال الجامعات والبحث والتطوير والدعم للشركات لتطوير المعرفة والمعرفة العملية في معالجة تغير المناخ”.
وأضاف: “الاستجابة الجيدة لأي شيء هي المعرفة والتعاون. لذلك، كما ذكرت، نتعاون مع الجامعات والشركات لتحدي هذه القضية الأكبر”.
ويأتي دور الحكومة جنبًا إلى جنب مع برنامج الدعم والمعرفة المباشرة.
“هذا بالطبع ليس استثمارًا مباشرًا في الزراعة لأن حكومتنا لا تتدخل في أنظمة الغذاء، بل تساعد من خلال الاستثمار غير المباشر والدعم، وتضمن أن الجميع لديهم فرص متساوية. ولا يحصل المزارعون على الدعم بأنفسهم، ولكن إذا كان لديهم ابتكارات في مجال مكافحة تغير المناخ”.
وأوضح أن المزارعين يتعاونون لتطوير تقنيات جديدة لمواجهة تغير المناخ، لكن الحكومة تستثمر بكثافة لضمان التعامل مع تغير المناخ مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وتذبذب المياه العذبة.
كما نفى المسؤول الهولندي وجود أي احتجاجات للمزارعين في بلاده، وقال: “في هولندا لا وجود لاحتجاجات المزارعين ضد تكلفة مكافحة تغير المناخ، كما هو الحال في بعض الدول الأوروبية. نحن لا نتخذ القرارات دون مناقشة المجتمع”.