غذاء ومناخ
قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، شو دونيو، إن سوء التغذية الحاد في غزة وصل إلى مستويات خطيرة، تزيد بـ 10 أضعاف ما كان عليه قبل تصعيد الأعمال العدائية، كما أن الصراع يضرب بعض المناطق الزراعية الأكثر إنتاجية في لبنان.
وأضاف دونيو، أمس الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2024، خلال كلمته أمام اجتماع وزراء التنمية لمجموعة السبع الذي ينعقد في بيسكارا بإيطاليا، من 22 إلى 24 من الشهر الجاري، أن الوضع في الشرق الأوسط كارثي.
وأكد قائلًا: “إذا أردنا إنقاذ الأرواح ومنع المجاعة، فنحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق نار إنساني ووصول آمن غير محدود إلى الأشخاص المحتاجين والمعرضين للخطر”.
وفي كلمته في الجلسة الخاصة بالأزمة الإنسانية في الشرق الأوسط، استشهد دونيو بأحدث تقييم لتصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل، الذي أظهر أن 1.84 مليون شخص في جميع أنحاء قطاع غزة يعانون من مستويات حرجة للغاية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق بيان من المنظمة، تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه.
الجوع وسوء التغذية
تشير التوقعات إلى أن نحو 16% من إجمالي سكان غزة يمكن أن يكونوا في المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (مرحلة الكارثة)، بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وأبريل/نيسان 2025.
ويعاني الأشخاص في هذه المرحلة من نقص حاد في الغذاء ويواجهون المجاعة ما يؤدي إلى الفقر المدقع ومستويات حرجة للغاية من سوء التغذية الحاد والوفاة.
وأكد دونيو أن نظام الأغذية الزراعية المحلي الفعال أمر بالغ الأهمية للحد من مستويات الجوع وسوء التغذية المقلقة. وأضاف: “عندما لا يستطيع الناس إنتاج الغذاء ولا يمكنهم الوصول إلى الغذاء باستمرار، فإنهم سيعانون من مستويات متزايدة التطرف من سوء التغذية الحاد، وخطر الموت المرتفع”.
وحدد المدير العام لـ (الفاو) أولويات منظمة الأغذية والزراعة القصوى في غزة؛ بما في ذلك إعادة تنشيط الإنتاج الغذائي المحلي؛ واستعادة توافر الغذاء عالي القيمة الغذائية، وخاصة في ضوء موسم الشتاء المقبل؛ ومنع الانهيار التام للقطاع الزراعي؛ والحفاظ على سبل العيش الزراعية المتبقية؛ والحد من الجوع الحاد وسوء التغذية، وخاصة بين الأطفال.
ووفقًا لأحدث تحليل جغرافي مكاني أجرته منظمة الأغذية والزراعة في غزة، فقد دمر الصراع ما يقارب من 70% من الأراضي الزراعية؛ وحرق أكثر من 70% من أشجار الزيتون والبساتين؛ ودُمرت البنية التحتية الزراعية، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بأكثر من نصف الآبار وأكثر من 44% من الصوب الزراعية، ونفق نحو 95% الماشية.
وحذر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة من آثار تصعيد الصراع المسلح على الأمن الغذائي في جميع أنحاء المنطقة مع عواقب طويلة الأجل.
وأشار إلى أن أنظمة الأغذية الزراعية في جميع أنحاء الضفة الغربية كانت أيضًا مهددة.
وتشير الجولة الأخيرة من مسوحات المزارعين هناك إلى أن نحو 63% من منتجي المحاصيل و72% من منتجي الماشية أفادوا بعدم قدرتهم على الوصول إلى حقولهم أو مراعيهم.
محاصيل الشتاء في لبنان
قال المدير العام لمنظمة (الفاو): “مع امتداد الصراع عبر الحدود، فإن تأثيره يمتد أيضًا. وتلاحظ منظمة الأغذية والزراعة هذه التأثيرات حيث يضرب الصراع بعض المناطق الزراعية الأكثر إنتاجية في لبنان”، مشيرًا إلى نقص العمالة في الزراعة بسبب النزوح القسري للمزارعين والذي من المرجح أن يؤثر على حصاد الزيتون والعنب الحيوي ويمنع الزراعة لمحاصيل الشتاء 2025.
وكانت هجمات إسرائيل قد امتدت من غزة والضفة إلى لبنان قبل أشهر.
وتعمل منظمة الأغذية والزراعة –حاليًا- على حماية 30 ألف رأس من الأغنام والماعز، وهو ما يمثل نحو 40% من إجمالي الحيوانات التي يُقدر أنها على قيد الحياة. ومن خلال تغذية هذه الحيوانات، يمكن توفير ما يكفي من الحليب لجميع أطفال غزة.
ووزعت منظمة الأغذية والزراعة الأعلاف على أكثر من 4400 من مربي الماشية ومجموعات بيطرية لنحو 2400 أسرة من الرعاة، بدعم من مبادرة الغذاء من أجل غزة التي أطلقتها الحكومة الإيطالية.
وأكد المدير العام التزام منظمة الأغذية والزراعة بتوسيع نطاق المساعدات والمساعدات الزراعية الطارئة الحرجة، “بالتعاون مع شركائنا، بمجرد أن يسمح الوضع بذلك.”
واختتم حديثه قائلاً: “إن السلام شرط أساسي لتحقيق الأمن الغذائي، والحق في الغذاء حق أساسي من حقوق الإنسان”. وأضاف أن منظمة الأغذية والزراعة تواصل الاعتماد على دعم وقيادة أعضاء مجموعة السبع.
وكانت الأمم المتحدة، قد حذرت في تقرير صادر اليوم الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024، من أن تأثير حرب إسرائيل في قطاع غزة قد يمحو “أكثر من 69 عامًا من التقدم” في القطاع.
وأوضحت أن قياس المؤشرات مثل متوسط العمر المتوقع والتعليم والدخل ومستوى المعيشة من المتوقع أن ينخفض إلى مستوى مقدر لعام 1955، بحسب “سي إن إن“.
وقد جمع اجتماع وزراء تنمية مجموعة السبع وزراء تنمية مجموعة السبع، والمفوض الأوروبي للشراكات الدولية، ووزراء البلدان الشريكة المدعوة، ورؤساء المنظمات الدولية وممثلين عن عالم الأعمال.