غذاء ومناخ
توقع تقرير صار عن الأمم المتحة اليوم الخميس 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أن يرتفع معدل انعدام الأمن الغذائي الحاد؛ من ناحيتي الحجم والشدة في 22 دولة ومنطقة، العديد منها في أفريقيا، بسبب الصراعات وظاهرة النينا.
يحذر التقرير من أن انتشار الصراع، وخاصة في الشرق الأوسط – إلى جانب الضغوط المناخية والاقتصادية – يدفع الملايين من الناس إلى حافة الهاوية.
ويسلط التقرير الضوء على التداعيات الإقليمية للأزمة في غزة التي شهدت انغماس لبنان في الصراع، ويحذر من أن نمط الطقس النينا قد يؤثر على المناخ حتى مارس/آذار 2025، ما يهدد أنظمة الغذاء الهشة في المناطق المعرضة للخطر من قبل، وفقًا للتقرير الذي تلقت منصة “غذاء ومناخ” نسخة منه.
انعدام الأمن الغذائي
يلفت تقرير الأمم المتحدة الانتباه إلى انعدام الأمن الغذائي والمجاعة في مخيم زمزم في شمال دارفور، وخطر المجاعة في مناطق أخرى من السودان، والخطر الدائم للمجاعة في فلسطين (قطاع غزة) والمستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في هايتي ومالي وجنوب السودان.
ويحذر التقرير من أنه في غياب العمل الإنساني الفوري والجهود المتضافرة للتغلب على القيود الشديدة على الوصول وحل النزاعات الجارية، فمن المرجح أن يزداد الجوع والموت.
ويدعو التقرير – “نقاط الجوع الساخنة – تحذيرات مبكرة من منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي بشأن انعدام الأمن الغذائي الحاد” – الصادر اليوم عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (البرنامج)، إلى اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة لإنقاذ الأرواح وسبل العيش ومنع المجاعة والموت في النقاط الساخنة حيث يكون الجوع الحاد معرضًا لخطر كبير من التفاقم بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ومايو/أيار 2025.
وصنف التقرير الأممي 22 دولة / إقليمًا على أنها “نقاط جوع ساخنة”، حيث من المتوقع أن تتدهور مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب مزيج من الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي والصدمات المناخية خلال مدة التوقعات.
وبدون تدخل فوري، بما في ذلك زيادة التمويل للمساعدات الغذائية وسبل العيش، من المتوقع أن يواجه مئات الآلاف من الأشخاص المجاعة في الأشهر المقبلة، وفق التقرير.
وقال: “إن الوضع في النقاط الساخنة الخمس للجوع التي تثير القلق الشديد كارثي”.
وقال شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة: “يعاني الناس من نقص حاد في الغذاء ويواجهون مجاعة غير مسبوقة تغذيها الصراعات المتصاعدة وأزمات المناخ والصدمات الاقتصادية. وإذا أردنا إنقاذ الأرواح ومنع الجوع الحاد وسوء التغذية، فنحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق نار إنساني، واستعادة القدرة على الوصول إلى الأغذية عالية القيمة الغذائية وتوافرها، بما في ذلك إعادة تنشيط الإنتاج الغذائي المحلي. لكن هذا وحده لا يكفي؛ فنحن بحاجة إلى الاستقرار والأمن الغذائي على المدى الطويل.. السلام شرط أساسي للأمن الغذائي. فبدون السلام والاستقرار، لا يستطيع المزارعون زراعة الغذاء أو حصاده أو الحفاظ على سبل عيشهم. إن الحصول على الغذاء المغذي ليس مجرد حاجة أساسية – بل هو حق أساسي من حقوق الإنسان”.
“في جميع أنحاء العالم، تتصاعد الصراعات، ويتزايد عدم الاستقرار الاقتصادي، وتصبح الكوارث المناخية هي القاعدة الجديدة. ومع وجود دعم سياسي ومالي أكثر فعالية، يمكن للعاملين في المجال الإنساني الاستمرار في تنفيذ حلول مثبتة وقابلة للتطوير لمعالجة الجوع والحد من الاحتياجات على المدى الطويل”، قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي.
وأضافت ماكين: “لقد حان الوقت لقادة العالم لتكثيف الجهود والعمل معنا للوصول إلى ملايين الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة – وتقديم حلول دبلوماسية للصراعات، واستخدام نفوذهم لتمكين العاملين في المجال الإنساني من العمل بأمان، وتعبئة الموارد والشراكات اللازمة لوقف الجوع العالمي”.
ظاهرة النينيا
من المتوقع أن تؤدي تأثيرات نمط الطقس النينيا، التي من المتوقع أن تؤثر على المناخ العالمي من نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى مارس/آذار2025، إلى تفاقم بعض أزمات الغذاء. وفي حين قد تستفيد بعض المناطق من تحسن الظروف الزراعية، فمن المرجح أن تتسبب ظاهرة النينيا في فيضانات مدمرة في بلدان مثل نيجيريا وجنوب السودان، في حين قد تسهم في ظروف الجفاف في الصومال وكينيا وإثيوبيا.
وتهدد هذه الأحداث المناخية المتطرفة أنظمة الغذاء الهشة بالفعل، ما يعرض الملايين لخطر الجوع. ويؤكد التقرير أن العمل المبكر والمستهدف ضروري لمنع المزيد من تدهور الأزمة وتجنب الوفيات الجماعية المرتبطة بالجوع. وتحث منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي زعماء العالم على إعطاء الأولوية لحل النزاعات والدعم الاقتصادي وتدابير التكيف مع المناخ لحماية السكان الأكثر ضعفاً من حافة المجاعة.
ووفقاً للتقرير، تظل فلسطين والسودان وجنوب السودان وهايتي ومالي في أعلى مستوى من التأهب وتتطلب الاهتمام الأكثر إلحاحًا.
والصراع هو المحرك الرئيس للجوع في كل هذه المناطق. وجميع البؤر الساخنة المثيرة للقلق لديها مجتمعات تواجه بالفعل المجاعة أو معرضة لخطرها أو تواجه ظروفاً كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
تشاد ولبنان وميانمار وموزمبيق ونيجيريا والجمهورية العربية السورية واليمن هي بؤر ساخنة مثيرة للقلق الشديد، حيث يواجه عدد كبير من الناس انعدام الأمن الغذائي الحاد الحرج، إلى جانب دوافع متفاقمة من المتوقع أن تؤدي إلى تفاقم الظروف المهددة للحياة في الأشهر المقبلة.
منذ الإصدار السابق من تقرير بؤر الجوع الساخنة (يونيو/حزيران 2024)، انضمت كينيا وليسوتو وناميبيا والنيجر إلى قائمة بؤر الجوع الساخنة، إلى جانب بوركينا فاسو وإثيوبيا وملاوي والصومال وزامبيا وزيمبابوي، حيث من المرجح أن يتدهور انعدام الأمن الغذائي الحاد بشكل أكبر خلال مدة التوقعات.